Tuesday, 13 October 2015

نص شعري

عري راديكالي 



في سومرست هاوس
ذهبت لزيارة معرض إيغون شيله   
ذلك إني أحب القذارة والعفن
أحب العري الخميص الأخضر
 وجوارب الدانتيلا بسيقان الغانيات  
لم أحتمل فكرة الوقوف مع الناس
في الطابور الطويل
وماذا يفعل كل هؤلاء البشر بالجسد النيئ للمسيح شيله؟
لا أحد منهم يشبه شيله
لا أحد في عمره
عجائز تغريهم الإعلانات عن المعارض الفنية في الغارديان  
عدت بعد إسبوع
كان الطابور أطول
والناس أكثر تأنقا
هي مناسبة كي أحتفظ بوهم وحدتي
قلت لنفسي.
 عجوز إنكليزي يستهجن شعري الأسود بإبتسامة
أجيبه بابتسامة جامدة
قد لا يعرف شيله
لكنه يستمني باللوحات ويقتل وقته ( سيدعنا الوقت نقتله بكافة الوسائل وهو مستسلم دائما) 
في الاسبوع الثالث عدتُ والرابع
صارت نزهتي الإسبوعية مراقبة طابور المعر ض.  
كي يغدو العالم مؤثثاً بألوان العفن
على الطوابير أن تطول
وعلى الوجوه أن تكون أكثر تغضناً
يا شيله:
 لم تجد لونك الذي ترتضيه
 فمضيت وإديث الى غير مكان
لا محاكم فيه ولا إنفلونزا إسبانية
وسأضم أنا صليبك وسنواتك الثمان والعشرين
  فإذكرني عند ربك ولا تدع الطابور يأكل من رأسي.  
 ________________________________________
إيغوين شيله: فنان نمساوي إشتهر بلوحاته العارية مات بالإنفلونزا الاسبانية بعمر الثمان والعشرين
إديث زوجته ماتت بنفس الوباء قبله بثلاثة ايام

No comments:

Post a Comment